واجبنا تجاة ولاة الأمر: :-
طاعة العلماء والأمراء
موضوع مهم جداً، لأنه زلت فيه اقدام وضلت فيه افهام وحصل بسببه فتن وحروب وقتل
وضياع أمن، بسبب التفريط في طاعة أولياء الأمر.
الله جل وعلا أمرنا
بطاعة أولي الأمر، لما يعلمه سبحانه من مصلحتنا في ذلك، وما يترتب على ذلك من
الخير، ولما في معصيتهم ومخالفتهم و من الشرور والفتن وضياع الأمن وانتشار الخوف
والقلق في المجتمع،
قال الله سبحانه وتعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ
وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء: 59] .
وقال النبي عليه الصلاة
والسلام "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش
منكم فسيرى إختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي
تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل
بدعة ضلالة"
.
الراوي: العرباض بن
سارية المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2676
خلاصة حكم المحدث: حسن
صحيح
وفي رواية "وكل
ضلالة في النار"
.
الله جل وعلا أمر
المؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) سورة النساء59
لأنهم هم الذين يمتثلون
أمر الله سبحانه وتعالى، بمقتضى إيمانهم، فقال (وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي
الأَمْرِ مِنكُمْ) سورة النساء59
طاعة الله جل وعلا في
الدرجة الأولى وهي الأصل وهي الغاية، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعة أولي
الأمر تابعة لطاعة الله عز وجل، (وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ
مِنكُمْ) سورة النساء 59
وأولي الأمر هم العلماء
والأمراء.
أ ) طاعة العلماء :-
1- أولو الأمر من ناحية
إنهم يبلغون عن الله سبحانه وتعالى ما ورثوه عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم من
العلم، كما عن ابي الدرداء قال : قال صلى الله عليه وسلم (إن العلماء ورثة
الأنبياء) . سنن الترمذي
2 - يبلغون عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ويخلفون من بعده في القيام على مثل ما جاء به صلى الله عليه
وسلم تبليغه للناس، فتجب طاعتهم ولا يجوز الاختلاف عليهم .
3 - لأنهم لا يقولون شيئا
من عند أنفسهم، وإنما يقولون ما بلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلهم
الأمر الشرعي العلمي، والأمراء لهم أمر من ناحية السياسة، وتنفيذ شرع الله سبحانه
وتعالى، لأنهم بيدهم السلطة.
وطاعة الأمراء مصالح
عظيمة من استتباب الأمر وتعظيم الشرع والسلامة من الاختلاف والفتن والانضباط في
الأمر،
الله جل وعلا قال
(وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ
إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) [سورة النساء: 83]
ردوه إلى الرسول في
حياته صلى الله عليه وسلم يرجع إليه وبعد موته يرجع إلى سنته التي ورثها لامته.
4 - هم الذين يقومون على
الكتاب والسنة ويبلغون رسالات الله ويخشون الله هم العلماء الربانيون، والله شرفهم
بالعلم،
عن ابو الدرداء قال :
قال صلى الله عليه وسلم (فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب)
المصدر:صحيح الترغيب .
* فضل العلماء :-
القمر يضئ للناس،
والعلماء يضيئون للناس بالعلم، وأما الكواكب فإنها تضيء لنفسها فقط .
وهم العباد نفعهم قاصر
على أنفسهم وعبادتهم قاصر نفعها على أنفسهم، وأما العلماء فنفعهم يتعدى كما يتعدى
وجه القمر إلى الكون فيضيء الكون وبهذا يظهر فضل العلماء.
ولهذا إذا فقد العلماء
حصل الشرخ والاختلاف.
قال صلى الله عليه وسلم
(إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال وإنما يقبض العلم بموت
العلماء)
الراوي:الضحاك بن مزاحم
المصدر مجمع الزوائد
فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس
رؤوسا جهالاً فأفتوا بغير علم، فأضلوا وأضلوا.
أما العلماء الحقيقيون
فإنهم يفتون بعلم، أما هؤلاء ليس عندهم علم يفتون به، أفتوا بغير علم، فضلوا في
أنفسهم وأضلوا غيرهم، وبهذا يظهر فضل العلماء وفضل وجودهم في الأمة، ومن ثم لا
يجوز مخالفتهم، ماداموا مستقيمين على العلم الصحيح، لا تجوز مخالفتهم.
ب) طاعة الأمراء :-
1 - هم من يتولون السلطة
فهؤلاء يجب احترامهم ويجب طاعتهم بالمعروف، كما في هذه الآية
{ وأطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولي الأمر}.
أي وأطيعوا أولي الأمر
منكم، وقوله منكم أي من المسلمين.
2 - أما ولي الأمر الكافر
فهذا لا يطيعه المسلم.
3 - أعلم أن طاعة العلماء
وطاعة الأمراء مربوطة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ما لم يخالف
كتاباً ولا سنة تجب طاعتهم لا لذاتهم وإنما لما يبلغونه عن الله ورسوله.
4 - أما إذا أمروا بمعصية
أي السلطان أمر بمعصية فإنه لا يطاع في هذه المعصية، لكن تبقى طاعته فيما عاداها
مما ليس بمعصية.
قال صلى الله عليه وسلم
"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
الراوي عمران بن الحصين
المصدر:السلسلة الصحيحة
الجزء أو الصفحة:1/349
قال عليه الصلاة
والسلام "إنما الطاعة في المعروف"
الراوي:علي بن أبي طالب
المحدث:البخاري
المصدر:صحيح البخاري
الجزء أو الصفحة:7257
5 - أمر صلى الله عليه وسلم
على سرية أميراً فخرج بهم هذا الأمير وسار بهم، ثم قالوا لهم اجمعوا حطباً قاموا
وجمعوا حطباً فقال أوقدوا نارً فقاموا وأوقدوا النار، قال ادخلوا فيها، تراودوا
فيما بينهم، كيف ندخل النار، الرسول قالوا أطيعوا أميركم، لكن هل يطيعونه في دخول
النار، تراودوا فيما بينهم، فقال خلاقهم، نحن ما اطعنا الرسول إلا لأجل النجاة من
النار، فكيف ندخل في النار، فلما رجعوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم واخبروه
قال، لو دخلوها ما خرجوا، منها إنما الطاعة في المعروف، وليست الطاعة في المعصية "
بين الرسول صلى الله
عليه وسلم أن طاعة الأمراء إنما تكون إذا لم يأمروا بمعصية.
لكن ما كل مجتهد مصيب
والحكم في هذا هو الكتاب والسنة،
6 - لابد من هذه الضوابط في
طاعة العلماء والأمراء، وليس إذا خالفنا الأمير أو العالم في خطأ لم نوافقه عليه
يكون معنى ذلك إننا نخرج على ولي الأمر ونخلع طاعته أو نستهتر بالعلماء لمجرد خطأ
حصل من بعضهم لا يجوز لنا هذا، نحترمهم وإن اخطئوا لكن لا نتبعهم على الخطأ ونطيع
الأمراء وولاة الأمور وإن أمروا بمعصية لكن نتجنب المعصية فقط ونطيعهم فيما
عاداها، إنما هذا الذي يخرج على العلماء وعلى ولاة الأمور بسبب خطأ يحصل هذه طريقة
الخوارج والمعتزلة أما أهل السنة والجماعة فهم مقيمون على طاعة العلماء وعلى طاعة
ولاة الأمور فيما وافق الكتاب والسنة ويعتذرون عما خالف الكتاب والسنة ولا يعملون
به ولا يمتثلونه ويناصحون من حصل منه الخطأ.
قال صلى الله عليه وسلم
(الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين
وعامتهم)
الراوي:تميم الداري
المحدث:مسلم
المصدر:صحيح مسلم
الجزء أو الصفحة:55
7 - من النصيحة بيان الخطأ
بالطريقة اللبقة اللائقة لمقامهم، لا نشهر بهم ولا ننشر أخطائهم وإنما نناصحهم
فيما بيننا وبينهم سراً وبأسلوب لين، ومؤدب، حتى يحصل المقصود وينتفي المحذور، هذه
طريقة أهل السنة والجماعة.
8 - لا يشترط في العالم او
في ولي أمر المسلمين أن يكون معصوماً من الخطأ، ولا يطاع إلا إذا كان معصوماً من
الخطأ.
ولكن نأخذ القول الصحيح
أو القول الصواب، ونترك ما خالفه، ولا يكون هذا سبباً في نزع اليد من الطاعة أو
الخروج على ولاة الأمور، أو احتقار العلماء، أو التقليل من شأنهم، أو نخلع
صلاحيتهم ونستهين بهم، لا، معناه أننا نترك المعصية ونأخذ بالمعروف والطاعة. وسنجد
ولله والحمد في أقوالهم وفي أوامرهم من الطاعة والخير الكثير،ولا تؤثر ولله لحمد
في الأمر شيئاً، فهذا من أصول أهل السنة والجماعة، طاعة أولي الأمر عملا بقوله
تعالى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)
[سورة النساء: 59] .
9 - أما قوله صلى الله عليه
وسلم (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد)
الراوي:العرباض بن
سارية
المحدث:أبو داود
المصدر:سنن أبي داود
الجزء أو الصفحة:4607
هذا في الأمير، فلا
يحملنا مظهر ولي الأمر على أن نحتقره، أو نتساهل في أوامره، ولو كان عبداً لأن ليس
العبرة بشخصه، وإنما العبرة بمنصبه، والعبرة بمكانته من الأمر
ربما يكون شخص ليس
شيئاً في المنظر لكنه عند الله عظيم.
* عند الإختلاف ماذا نفعل :-
1 - قال صلى الله عليه وسلم
(فإنه من يعش منكم فسيرى إختلافا كبيراً)
ما النجاة من هذا
الاختلاف
يأتي دور العلماء، عند
الاختلاف، فعليكم بسنتي وسنه الخلفاء من الذي يعرف سنه الرسول وسنه الخلفاء، من هو
الذي يعرفها كل أحد؟ لا، إنما يعرفها العلماء فنتبع العلماء الذين يعرفون سنه
الرسول صلى الله عليه وسلم وسنه الخلفاء الراشدين بما أعطاهم الله من العلم،
وأورثهم من العلم، فنرجع إليهم إتباعاً لسنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنه
خلفائه الراشدين الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، رضي الله تعالى عنهم خلفاء
الرسول صلى الله عليه وسلم.ولا يعرف هذا إلا أهل العلم،
فنحن نتمسك بسنة الرسول
بواسطة أهل العلم
(عليكم بسنتي وسنه
الخلفاء الراشدين)
2 - لا نستهن بالعلماء،
فأنهم النجوم تقتدي بها في ظلمات البر والبحر، وإذا فقدوا والعياذ بالله ضاعت
الأمة ولا ينفع أن يكون فيهم متعالمون أو فيهم رؤوس جهال يفتونهم بغير علم، فيضلون
ويضلون.
نسأل الله العافية
والسلامة، و صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين ..
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
مناقشة ( 5 ) .
س 1: أكملي مايلي بما
يناسبه:
أ - قال تعالى (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ٠
٠ ٠) الايه.
ب - واجبنا تجاه ولاة
الأمر ٠٠٠٠
.
ج - اولي الأمر هم
العلماء ٠٠٠٠و٠٠٠٠.
س2 : لماذ يجب طاعة
ولاة الأمر وعدم معصيتهم ؟
س3 : أختاري الإجابه
الصحيحه ممايلي :
أ - هم الذين
يقومون على الكتاب والسنة ويبلغون رسالات الله ويخشون الله .
[الأنبياء - العلماء -
الأمراء] .
ب - هم من يتولون
السلطة فهؤلاء يجب احترامهم ويجب طاعتهم بالمعروف
[العلماء- الأمراء-
الوزراء]
س4 : عند الإختلاف على
سنة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى ماذا نرجع ؟
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق