الأحد، 27 سبتمبر 2015

دورة خمسة عشر عبادة ثابتة للخسوف والكسوف (معتقدات خاطئة في الكسوف والخسوف )



معتقدات خاطئة في الكسوف والخسوف
1 ـ أن القمر في ضائقة وأسر :
وهذا اعتقاد عرب الجاهلية الأولى فكانوا يضربون بالمعادن محدثين ضجيجـًا وجلبة ، ويقولون : يا رب خلـّصه (حسن الباش وزميله ص:29 ) .
2 ـ أعتقاد قديم أن الحوتة تطارد القمر باستمرار
وعندها تقترب لحظة انتصارها فيما يسمى الخسوف ، فيتدخل الإنسان ليحسم الأمر ، فيلجأ الناس إلى إطلاق الرصاص ، وقرع الطبول والأواني لإخافة الحوتة وإعادتها إلى عالم المياه .
ويظل الاستنفار مستمرًا والناس خائفين حتى تتراجع الحوتة إلى عالم البحار ، فينتصر الخلق والحياة وروح الخير .. وينتهي الخسوف ، وعندئذٍ يخرج الناس يغنون ويدبكون احتفالاً باستمرار الحياة والوجود ..
3 ـ بعض النساء يتوهمن من القمر ـ حال الخسوف ـ أو الشمس ـ حال الكسوف ـ قوةً فيسألن نفعــًا أو يستجرن من ضر .
4 ـ   وبعضهم يعتقد أن التنين يخاتل الشمس ليبتلعها لتستحيل الدنيا ظلامـًا دامسـًا
5ـ وبعضهم يعتقد أن الجنَّة وبنات الحور يمسكون به .
6 ـ  وبعضهم يظن أن عمر ـ رضي الله عنه ـ يخنق القمر !!
7 ـ أنهما يحدثان لموت عظيم
وهذا اعتقاد سمعه الرسول صلى الله عليه وسلم وبدد هذا الفهم القاصر  كما سيأتي
8ـ أنها آية جمالية نستمتع بها
وهذا مفهوم معاصر ما قرأته في احد التعليقات من أحد الجهلة وذم أحد  الخطباء الذي نوه إلى أنها آية تخويفية واتهمه بأنه يسيء إلى الإسلام.
9 ـ أنها ظاهرة فلكية فقط وليست تخويفية .
وهذا ما قاله أحد الفلكيين ونشر في أحد الصحف المحلية  حيث قال : إن الخسوف والكسوف حدثان سماويان معروفان منذ القدم ،وهما ظاهرتان فلكيتان تعنيان الاحتجاب الجزئي أو الكلي لجرم سماوي بواسطة جرم سماوي آخر وكان الناس في الماضي يعتقدون أشياء لا أساس لها من الصحة، فكانوا ينسبون هذه الظواهر لغضب الرب إلا أن الأبحاث العلمية في العصر الحديث بينت أن الخسوف يحدث عندما تقع الشمس والأرض والقمر جميعهما على امتداد واحد وتتوسط الأرض بين الشمس والقمر فتحجب الأشعة المنعكسة عن القمر ولكن القمر لا يختفي تماما لأن الغلاف الجوي الأرضي يعمل كعدسة تكسر ضوء الشمس فيصل بعضه إلى القمر فيبدو كقرص من النحاس العتيق فيصبح لونه أحمر أو برتقالياً وذلك ناتج عن مرور بعض أشعة الشمس خلال الغلاف الغازي للأرض وانعكاسها من سطح القمر
قلت كل الظواهر الفلكية والجيولوجية لها تحليلات علميه ولكن يجب علينا نحن المسلمون أن ننظر لها إلى جانب التحليل العلمي ، السبب الشرعي  لحدوث هذه الظاهرة ، خاصة أن حبيبنا صلى الله عليه وسلم ،
 لم يجعل هذه الظاهرة تمر من غير أن يتخذ أي إجراء بل فزع إلى الصلاة  وأمر بها كما سيأتي

التحليل العلمي دون ربطها بكونها آية وتخويف دليل الإعراض والغفلة :
قال تعالى (  وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)يوسف

النظرة الصحيحة للكسوف والخسوف .
الإسلام نفى كل الأسباب المتعلقة بالمخلوقات  وربطها بالخالق
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ  متفق عليه
وفي رواية أخرى  إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ متفق عليه
معرفة التحليل العلمي لا ينافي الأسباب الشرعية .
الكسوف والخسوف ليستا ظاهرتان كونيتان فقط بل هما آيتان تخويفتان فالمسلم يجب أن يكون تحليله العلمي للظواهر الفلكية وغيرها  بصحبه تدبرا وتحليلا للأسباب الشرعية والله سبحانه وتعالى لم يجعل هذه الظواهر عبثا بل جعل لها أسباب
  قال تعالى ( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) فصلت
والمعرفة القبلية للكسوف لا تمتنع بكونها تخيوفية ،
 قال ابن دقيق العيد : ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله صلى الله عليه وسلم ” يخوف الله بهما عباده ” وليس بشيءٍ لأنَّ لله أفعالاً على حسب العادة ، وأفعالاً خارجةً عن ذلك ، وقدرتُه حاكمةٌ على كلِّ سببٍ ، فله أن يقتطع ما يشاء مِن الأسباب والمسببات بعضها عن بعضٍ ، وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيءٌ غريبٌ حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد ، وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسبابٌ تجري عليها العادة إلى أن يشاء الله خرقها ؛ وحاصله : أنَّ الذي يذكره أهل الحساب إن كان حقّاً في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك مخوفاً لعباد الله تعالى .أ.هـ فتح الباري ، 3 / 683 .
هل يستوي الفلكي المسلم  مع الفلكي الغير مسلم
الفلكي المسلم يجب  أن ينظر  إلى الظواهر الفلكية والجيولوجية نظرتين نظرة علميه وأخرى شرعية . والله فضل المسلم على الكافر لهذا السبب قال تعالى أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) الزمر

قال شيخ الإسلام – رحمه الله 
- : الخسوف والكسوف لهما أوقاتٌ مقدَّرةٌ كما لطلوع الهلال وقتٌ مقدَّرٌ وذلك ما أجرى الله عادته بالليل والنهار والشتاء والصيف وسائر ما يتبع جريان الشمس والقمر ،
 وذلك من آيات الله تعالى كما قال تعالى { وَهُوَ الذي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ والشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ،
 وقال تعالى {هُوَ الذي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ مَا خَلَقَ الله ذَلِكَ إلاَّ بِالحَقِّ}
وقال تعالى {وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} ……وكما أنَّ العادة التي أجراها الله تعالى أنَّ الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين مِن الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين فمن ظنَّ أنَّ الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط .

فكذلك أجرى الله العادة أنَّ الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار وأنَّ القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي والهلال يستسر آخر الشهر إما ليلة وإما ليلتين كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين والشمس لا تكسف إلا وقت استسراره وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف كما أن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو التي قبلها ،
لكن العلم بالعادة في الهلال علمٌ عامٌّ يشترك فيه جميعُ النَّاس وأمَّا العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه مَن يعرف حساب جريانهما وليس خبر الحاسب بذلك مِن باب علم الغيب ،
 ولا مِن باب ما يخبر به من الأحكام التي يكون كذبه فيها أعظم مِن صدقه ،
 فإنَّ ذلك قولٌ بلا علمٍ ثابتٍ وبناء على غير أصلٍ صحيحٍ .أ.هـ  مجموع الفتاوى 24/ 254ـ 256 . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق