وقت الكسوف والخسوف :
قال الإمام ابن تيمية وما أخبر به
النبى لا ينافى لكون الكسوف له وقت محدود يكون فيه حيث لا يكون كسوف الشمس الا فى
اخر الشهر ليلة السرار ولا يكون خسوف القمر الا فى وسط الشهر وليالى الابدار ومن
إدعى خلاف ذلك من المتفقهة او العامة فلعدم علمه بالحساب ولهذا يمكن المعرفة بما
مضى من الكسوف وما يستقبل كما يمكن المعرفة بما مضى من الأهلة وما يستقبل إذ كل
ذلك بحساب كما قال تعالى جعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا وقال تعالى والشمس
والقمر بحسبان وقال تعالى هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا
عدد السنين والحساب وقال ويسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج ومن هنا صار
بعض العامة اذا رأى المنجم قد اصاب فى خبره عن الكسوف المستقبل يظن ان خبره عن
الحوادث من هذا النوع فان هذا جهل اذ الخبر الأول بمنزلة اخباره بان الهلال يطلع
اما ليلة الثلاثين واما ليلة إحدى وثلاثين فان هذا امر اجرى الله به العادة لا
يخرم ابدا وبمنزلة خبره ان الشمس تغرب آخر النهار
وأمثال ذلك فمن عرف منزلة الشمس
والقمر ومجاريهما علم ذلك وان كان ذلك علما قليل المنفعة فإذا كان الكسوف له اجل
مسمى لم يناف ذلك ان يكون عند اجله يجعله الله سببا لما يقضيه من عذاب وغيره لمن
يعذب الله فى ذلك الوقت او لغيره ممن ينزل الله به ذلك كما ان تعذيب الله لمن عذبه
بالريح الشديدة الباردة كقوم عاد كانت فى الوقت المناسب وهو آخر الشتاء كما قد ذكر
ذلك اهل التفسير وقصص الأنبياء
أما خسوف القمر فلا يحدث إلا في أيام
إبدار القمر ، أي في الأيام التي يكون فيها القمر بدراً ،
ويكون ذلك في ليلة
الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر .
انظر مجموع الفتاوى ، 12 / 370
، 35 / 175.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق